الأنـــــــــــــوار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأنـــــــــــــوار

إعـــداد_ دهكـــــــــــــــال بـن عـــــــــــــــــــــيـسى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معركة القادسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 142
تاريخ التسجيل : 09/01/2009

معركة القادسية Empty
مُساهمةموضوع: معركة القادسية   معركة القادسية Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 24, 2009 12:57 pm

لقد كانت وقعة القادسية وقعة عظيمة لم يكن بالعراق أعجب منها، ولا أروع منها، فقد كانت فتحا من عند الله على يد الصحابة، وتأكيدا على صدق الرسالة، وركنا من أركان العبادة، فبالرغم من صعوبة المواجهة بين المسلمين وأعداء الخلافة، الذين كان عددهم بالنسبة للمسلمين أضعاف مضاعفة، ولكن المؤمنين خاضوا المعركة لإيمانهم بصدق الرسالة، وحشدوا كل ما لديهم من طاقة، فاجتمعوا في أرض القادسية، مع قائدهم سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه- قائد الحملة، فانطلقوا غير أبهين بما تخبئ لهم المعركة، ومؤمنين بأنهم سيدخلون الجنة، وقد وضعوا نصب أعينهم إما النصر أو الشهادة، فمنَّ الله عليهم بالنصر والشهادة، ففتح الله العراق على يد الصحابة، وكانت فتحا في عصر الخلافة الراشدة .

وسأتطرق في هذا البحث إلى شرح أحداث معركة القادسية ونبذة عن قائدها والوقوف على أهم نتائج المعركة، واهم تضحيات الصحابة .

وبعد ذلك قام عمر ونادى الناس من صلاة الجمعة وأخبرهم الخبر واستشارهم في الأمر لينظر ما يقولون فقال عامة الناس (سر وسر بنا معك) ، ومن بعد ذلك قام فاستشار كبار الصحابة ليعرف ما رأيهم في قيادته للجيش فاجمع الصحابة أن يبقى في المدينة وان يبعث رجلا من أصحاب النبي-صلى الله عليه وسلم- ويمده بالجنود، ولكن عمر-رضي الله عنه- نادى إلى الناس مرة أخرى من صلاة الجمعة فخطب خطبته فيهم وبين لهم أن المسلمين أمرهم شورى بينهم، ولم تكن فكرة خروج عمر إلى العراق جديدة تثار لأول مرة فقد سبقتها في عهد أبي بكر-رضي الله عنه (2) .

انتهى عمر على أن يبقى بالمدينة، وان يبعث قائدا سواه، وبقي عليه أن يختار ذلك القائد، فعرض على علي بن أبي طالب أن يقود الحملة ولكن عليا آبى، وراح عمر يتداول الأمر مع مستشاريه وفيما هم يرتادون إذ جاء كتاب من سعد بن أبي وقاص فأجمع المستشارون على أنه أكفء شخص لهذه المهمة، فكان وصول خطاب سعد في هذا الوقت هو الذي وضع أسمه أمام أمير المؤمنين ومستشاريه وذكرهم به (3) .
نبذة عن سعد بن أبي وقاص (1)

هو من العشرة المبشرين بالجنة وأخرهم وفاة، وأحد الستة الذين جعل عمر الخلافة من بعده شورى بينهم لأن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- توفي وهو عنهم راض، أول من رمى من المسلمين بسهم في سبيل الله، وأحد الفرسان الشجعان من قريش الذين كانوا يحرسون الله في مغازيه .

وهو بطل القادسية الذي فتح العراق وبعضا من أرض فارس، وهو الذي كوف الكوفة وأنشأ بها أول قاعدة حربية كبرى للمسلمين، فكانت بعد ذلك حاضرة العلوم والمعارف الإسلامية تشعها إلى سائر بقاع الأرض، وإليها ينتسب الخط العربي الكوفي المشهور بجماله وزخرفه، وقد كان سعد قصير القامة ممتلئ الجسم قوي البنية.

بتداء معركة القادسية:

بعد أن انتخب سعد أن يكون قائد الجيش الذي كان يبلغ جيشه السبعة ألاف إلى الثمانية، الذي يقابله رستم قائد الفرس الذي كان قوام جيشه الستين ألفا، نادى الناس وصلى بهم ثم خطب بالناس ووعظهم وحثهم على الجهاد وتلا قوله تعالى : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}(1) ، ومن بعد ذلك انطلقوا إلى المعركة بقلوب يملئها الإيمان فاقتتلوا حتى كان الليل، وقد قتل من الفريقين بشر كثير، وبقوا على هذه الحالة ما يقارب الأربعة أيام، وقد قاسوا من الفيلة بالنسبة إلى الخيول العربية بسبب نفرتها منها شيئا كثيرا، وقد استطاع الصحابة إبادة الفيلة ومن عليها وقلعوا عيونها، وأبلى جماعة من الصحابة الشجعان بلاء حسنا مثل: (طليحة الأسدي، ضرار بن الخطاب، خالد بن عرفطة)، فلما كان وقت الزوال من هذا اليوم ويسمى يوم القادسية، وكان هذا اليوم هو يوم الاثنين من محرم سنة أربع عشرة للهجرة، يومها هبت ريح شديدة فرفعت خيام الفرس عن أماكنها وألقت سرير رستم الذي هو منصوب له، فبادر رستم وركب بغلته وهرب فأدركه المسلمون فقتلوه وقتلوا الجالينوس مقدم الطلائع القادسية، وانهزمت الفرس ولله الحمد والمنة عن بكرة أبيهم، ولحقهم المسلمون في أقفائهم فقتل يومئذ المسلمون ثلاثين ألفا غير العشرة آلاف الذين قتلوا في المعركة، وقتل من المسلمين في هذا اليوم وما قبله من الأيام ألفان وخمسمائة رحمهم الله، وساق المسلمون خلف المنهزمين حتى دخلوا وراءهم مدينة الملك وهي المدائن التي فيها الإيوان الكسروي، وقد غنم المسلمون من وقعة القادسية هذه من الأموال والسلاح ما لا يعد ولا يوصف لكثرته، فحصلت الغنائم بعد صرف الأسلاب وخمِّست وبعث بالخمس والبشارة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب-رضي الله عنه، وقد كان عمر رضي الله عنه يستخبر عن أمر القادسية كل من لقيه من الركبان، ويخرج من المدينة إلى ناحية العراق يستنشق الخبر

ثم ساروا خلفهم فكلما تواجه الفريقان نصر الله حزب الرحمن، وخذل حزب الشيطان وعبدة النيران، واحتاز المسلمون من الأموال ما يعجز عن حصره ميزان وقبان، حتى أن منهم من يقول من يقابض بيضاء بصفراء لكثرة ما غنموا من الفرسان، ولم يزالوا يتبعونهم حتى جاوز الفرات وراءهم وفتحوا مدن العراق والمدائن وجلولاء.

وروي عن أم كثير امرأة همام بن الحارث النخعي قالت: شهدنا القادسية مع سعد مع أزواجنا، فلما أتانا أن قد فرغ من الناس، شددنا علينا ثيابنا وأخذنا الهراوي ثم أتينا القتلى، فمن كان من المسلمين سقيناه ورفعناه، ومن كان من المشركين أجهزنا عليه، ومعنا الصبيان فنوليهم ذلك-تعني استلابهم-لئلا يكشفن عن عورات الرجال .

وبث سعد الغارات والنهب بين كسكر والانبار فاستغاث أهل السواد إلى يزدجرد وأعلموه أن العرب قد نزلوا القادسية ولا يبقى على فعلهم شيء وقد أخربوا ونهبوا الدواب والأطعمة، فأرسل يزدجرد إلى رستم، فدخل عليه فقال: إني أريد أن أوجهك في هذا الوجه، فأنت رجل فارس اليوم وقد ترى ما حل بالفرس مما لم يأتهم مثله، فاظهر له الإجابة ثم قال له: دعني فإن العرب لا تزال تهاب العجم ما لم تضربهم بي، ولعل الدولة أن تثبت بي إذا لم أحضر الحرب فيكون الله قد كفى ونكون قد أصبنا المكيدة، والرأي في الحرب أنفع من بعض الظفر، والأناة خير من العجلة، وقتال جيش بعد جيش امثل من هزيمة بمرة وأشد على عدونا، فأبى عليه، وأعاد رستم كلامه وقال: قد اضطرني تضييع الرأي إلى إعظام نفسي وتزكيتها ولو أجد من ذلك بدأ لم أتكلم به .

وقد قام المسلمون مع قائدهم سعد-رضي الله عنه في القادسية قبل أن يحضر الروم لمواجهتهم وقتالهم ما يقارب الشهرين قبل أن يمن الله عليهم بالنصر من عنده (1) .

وبعد النصر المظفر الذي انتصره المسلمون في معركة القادسية، فتحوا بلاد العراق وجزءاً من بلاد الفرس وقد انتشر خبر هذا النصر المظفر على سائر الجزيرة العربية .

وقد كانت بلاد العراق بكاملها التي فتحها خالد نقضت العهود والذمم والمواثيق التي كانوا أعطوها لخالد، سوى أهل بانقيا وبرسما، وقد أدعوا أن الفرس هم الذين اجبروهم على نقض العهود والمواثيق، وأخذوا منهم الخراج وغير ذلك، فصدقهم المسلمون في ذلك تألفا لقلوبهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bouhanifia.yoo7.com
 
معركة القادسية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» معركة نهاوند

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأنـــــــــــــوار :: التاريخ :: حروب دخلت التاريخ-
انتقل الى: