الوسط الطبيعي و البشري بمدينة حمام بوحنيفية:
- يتضح بأن السياحة ترتبط إرتباطا وثيقا بالبيئة الجغرافية سواء كانت هذه البيئة طبيعية أم من صنع الإنسان، إن المقومات الطبيعية التي تشكل جزءا هاما من البيئة الجغرافية أو بعبارة أدق الجانب الطبيعي من هذه قد تؤثر سلبا أو إيجابيا في نشوء و تطور السياحة، إن المقومات الجغرافية الطبيعية تشمل ( الموقع الجغرافي, والحيوانات البرية ) المؤثرة في نشوء السياحة.
الموقع الإقليمي للمدينة:
- حمام بوحنيفية مركز إداري لبلدية تحمل إسمها، تغطي مساحة 238 كم2 يحدها من الشمال بلدية تيري و بلدية حاسين ومن الجنوب ولاية سيدي بلعباس و غربا دائرة سيق سيدي بلعباس و شرقا بلدية عين فكان، كما تبعد عن مدينة وهران بـ100 كم و20 كم عن مركز ولايتها معسكر و عن العاصمة بـ 365 كم ، تعتبر المدينة من بين أكبر و أهم المحطات المعدنية في الجزائر حيث أنها تستقبل أكثر من 144000 سائح سنويا. هذه المدينة منذ سنة 1988 أصبحت مقر دائرة تضم عدة بلديات كبلدية حاسين و بلدية القيطنة، و يقطعها طريق ولائي رقم 06 الرابط بين ولاية معسكر و سيدي بلعباس، كما تبعد هذه المدينة عن البحر الأبيض المتوسط بــ 60كم .
السكان : تعد الدراسة السكانية في غاية الأهمية من حيث علاقتها بالنشاط السياحي المتركز في وسط المدينة وأن سكان المدينة أغلبه يتمركز في الأحياء المحاطة بمركز المدينة .
وقد بلغ سكان مدينة حمام بوحنيفية حسب إحصاء 1987 حوالي 6736 نسمة،وخلا سنة 1987 بلغ عدد السكان 6737 نسمة.
نمط البناء : من بين الأنماط التي نجدها في مدينة حمام بوحنيفية هي الفيلة – البناء الأروبي "الجماعي الأفقي – الجماعي العمودي – "-البناء الجاهز-الأحياء القصديرية و الفوضوية.
مظاهر السطح :
- إن موضع مدينة حمام بوحنيفية في منطقة جبلية لبني شقران و هي متميزة لمجرى واد الحمام الذي يقطع المدينة من الجنوب إلى الشمال و مياهه لا تجف على طول السنة وهو يجري ببطيء و تحيط به مرتـفعات جبلية يصل إرتـفاعها ما بين 600 م إلى 700 م .
- لعل في هذا التباين الكبير في معالم الأرض الطبيعية من واد عميق إلى سهول محصورة بين سلاسل جبلية تمكن الأهمية السياحية للمنطقة حيث يفضل بالنسبة للمناطق السياحية، فسياح يفضلون التغير في التضاريس و النبات و الخدمات و لهذا نراهم يفضلون المناطق المجاورة للواد و حتىلا نتركهم يشعرون بالملل يجب تهيئتها لهم .
متوسط الإرتفاعات : إن موضع المدينة في حوض سفحي لمنطقة جبلية لبني شقران وهي معقدة التضاريس كما يوجد بها سهول التي يصل متوسط إرتفاعها إلى 250 م أما المرتـفعات فهي تـتراوح مابـين 450 م إلى 850م على مستوى سطح البحر .
الميزة المناخية :
- يعد المناخ أحد المقومات الجغرافية الطبيعية و عاملا من العوامل المؤثرة في نشوء و تطور السياحة و تبرز أهمية هذا العامل في كونه يحدد إمكانية الإستـفادة من المصدر السياحية سواء كانت طبيعية أم من صنع الإنسان هذا من جهة ومن جهة أخرى تعتبر الأحوال الجوية و المناخية نفسها من الشمس المشرقة و الهواء النقي، ودرجات حرارة معتدلة...إلخ من العوامل المفضلة للتنمية السياحية .
الحرارة:
- تتميز مدينة بوحنيفية بمناخ البحر الأبيض المتوسط الشبه الرطب و هذا مع إرتـفاع درجة الحرارة في فصل الصيف إلى أكثر من 30م°وهذا في شهر أوت أما في فصل الشتاء حيث تصل ما بين 8 م° إلى 10 م°في شهر ديسمبر و الذي يعتبر الفصل البارد.
التساقط :
- تكمن أصالة ومميزات مناخ مدينة حمام بوحنيفية بوضوح في توزيع التساقطات حسب فترة السقوط، وأهم ما يميز الأمطار بها هو تواترها بل تذبذب النظام المطري وعدم إنتظامه حيث تصل كمية الأمطار المتساقطة إلى 70ملم وهذا في فصل الصيف أما كمية الأمطار المتساقطة سنويا تصل إلى 350 ملم .
- التساقط ( متوسط 13 سنة من 1980 إلى 1993 ) لمحطة حمام بوحنيفية
الرياح:
- تغلب على المنطقة الرياح الشمالية الغربية كما تتعرض المنطقة لرياح السيروكوا الجنوبية الشرقية و التي تدوم هبوبها بمعدل 15 يوما في السنة، ففي فصل الصيف و خاصة في الشهرين جويلية أوت هذه الرياح لها أثر تجفيفي تعمل على رفع درجة التبخر و حملها لحبيبات الرمال الدقيقة التي تلحق أضرار بالغة بالمنتوجات الفلاحية .
النبات الطبيعي :
-إن المناطق الجبلية في المنطقة تعتبر أكثف مناطق الجزائر أشجارا نشير إلى أن نوع الغطاء الغطاء النباتي الطبيعي في منطقة عبارة عن غابات المتمثلة في أشجار البلوط , الصنوبر, العريش , العرعار , والباقي من محطات المنطقة حشائش غنية .
- إن نوعية النبات الطبيعي و كثافته في المنطقة الجبلية تتوقف على عوامل عديدة كموقعها بالنسبة لهبوب الرياح المحملة ببخار الماء فهي أشد كثافة في السفوح الشمالية للرياح الممطرة و أقل كثافة في السفوح الجنوبية التي تقع في ضل المطر و خاصة هذا ما نجده في غابة إسطمبول و الجبايلية من أكثف الغابات في المنطقة كما نجد غابات أخرى في الجهة الجنوبية الشرقية و هي غير كثيفة مثل جبل وسيلاس إلى جانب أشجار الصفصاف الموجودة في الحضر و المشتلة بحيث لا نجد أي أشجار و هذا في جبال الشرفة.
- إن النبات الطبيعي و بالأخص الغابات أهمية كبيرة في نشوء و تطور السياحة فالغابات تحد من و طأة الحر الشديد في الصيف و البرد القارص في الشتاء و تهيىء الجو المعتدل المنعش و الصحي فهي تعمل على أمتصاص الأشعة الساقطة هذا من جهة ومن جهة أخرى تعطي الجمال و الروعة على المركز السياحية و تعد ملاجىء طبيعية لإيواء كثير من الطيور و الحيوانات البرية التي تشكل هي الأخرى بدورها إحدى المقومات الجغرافية لنشوء و تطور السياحة.
الطيور و الحيوانات:
- الطيور و الحيوانات البرية و كذلك الأسماك الموجودة في مياه الواد و السد تحظى باهتمام السياح و تشكل أحد المقومات الجغرافية الطبيعية المؤثرة في السياحة، إن الطيور و الحيوانات البرة التي تنتشر في الجبال و الغابات المجاورة تسمح للسياح بمزاولة هواية الصيد إن كثير من الدول بدأت توجه عناية كبيرة نحو الحيونات و الطيور و خاصة النادرة وقامت بجمعها في مناطق محدودة تشكل أماكن جذب جيدة للسياح إن المناطق الجبلية و الغابية من بوحنيفية تزخر بالطيور و الحيوانات البرية و تنعدم فيها الحيوانات المفترسة و الخطرة على الإنسان.